بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمرنا بالاتحاد وربط الأخوة بين المؤمنين والمسلمين ونهانا عن موالاة الكافرين والمشركين ومدح المجاهدين لهم والأشداء عليهم وجعل ثواب القتال في سبيل الله ولأجل إعلاء دينه النجاة من عذاب أليم ومساكن طيبة في جنات النعيم.
أشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في سبيل الله أعداءه بأموالهم وأنفسهم ففازوا بنصر من الله وفتح قريب وبالبشرى بالحسنى في الدار الآخرة وصاروا أولياءه.
أما بعد: فقد طلب مني بعض الأصدقاء أن أكتب له ما يتعلق بشأن الرئيس الجديد وأحواله وأوصافه فلم تسعني إلا طاعة هذا الصديق الوفي الغيور في دينه المتحمس في أداء واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إعانة له على هذا الفريضة الشرعية المهمة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. جزاه الله خيرا كثيرا وأكثر من أمثاله.
فأقول: مستعينا بحول الله وقوته ومتوسلا بخير خلقه وأفضل بريته سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.
إن هذا الرئيس الجديد جزاه الله بما يستحقه منذ سنوات قديمة أول ظهوره ورئاسته على جمعية نهضة العلماء قد صدرت منه أقوال منكرة وأفعال سيئة كبيرة في الدين خطيرة على أمته من أهل الإيمان واليقين (منها): كونه أحد أو رئيس هيئة التحكيم في الأفلام الوطنية واقتراحه تغيير السلام الإسلامي المعروف (السلام عليكم) بصباح الخير ونحوه, (ومنها): أنه أحل الفوائد الربوية في البنوك وحصل بينه وبين الكياهي مصباح مصطفى نزاع وخصام بصدد هذه القضية ورفض وأنكر جريان البنوك الشرعية الخالية عن الربا بل كان يملك بنكين أو ثلاثة بنوك ربوية وهذا بلا شك يدل على أنه من أذناب الرأسماليين الماديين الذين يستغلون الأموال المجموعة من غير تفرقة بين الحلال والحرام ومن غير خوف من إثم الربا وإضراره العظيمة على النفس والأمة في الدنيا والآخرة بل أنه قبل رئاسته على نهضة العلماء قد ألقى المحاضرات في كنيسة جاوى بمالانج خمسين مرة أو أكثر مدة خمس سنين أو أكثر ودخل في عضوية إحدى المؤسسات اليهودية سنة 1980 مـ, وخطب أمام هيئة الكنائس المركزية بإندونيسيا وقال إن أكثر المسلمين ببلادنا فقراء (مبينا ثلمتنا) وانتشرت الحركة التنصيرية في تلك الأيام وسمعت بأذني قوله إنه لم توجد هناك حركة تنصيرية ووبخ الخطباء الذين يحذرون الأمة منها وشنع عليهم وقال ما معناه إنهم خطباء الفتنة وأسس متعاونا مع النصارى مجلس الديموقراطية (Forum Demokrasi) وأباح كون رئيس الدولة امرأة مع أن شروط الولاية العامة الذكورة بإجماع العلماء, عرف هذا الشرط طائر الهدهد لما قال لسليمان عليه السلام (إني وجدت امرأة تملكهم) [النمل: 23].مستنكرا تملك المرأة على الرجال وأجاز أن يكون رئيس الدولة رجلا كافرا (كبني مورداني (Benny Moerdani) الذي استباح المسلمين في تانجوع فريوك (Tanjung Priok) وذبحهم وهم خمسمائة أو أكثر فحاول تلميذه المطيع مقابلته مع العلماء وتعانقهم معه في سيتو بوندا أيام جلسة بحثهم ومشاورتهم قبيل المؤتمر مع أن الشرط الأول للولاية العامة هو الإسلام واستثقل واستنكر تطبيق الأحكام الشرعية القرآنية كالقصاص وقطع السرقة ورجم المحصن وجلد البكر الزانيين إلخ وإثباتها في قوانين الحكومة وقال إن الانتقال من دين إلى آخر مباح في حكم الديموقراطية فقرار الفقهاء بقتل المرتد غير ديموقراطي (أي غير عادل؟)
قلت: إن في القرآن الكريم آية دالة على تقتيل الملحدين المحاربين لدين الله وشريعته وهي قوله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا في الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب أليم. [المائدة:32]. قال عز وجل: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم .[النور: 63]. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة. فتصحيح الديموقراطية بالمعنى المذكور وإثبات الحقوق الإنسانية في حرية الارتداد عن دين الإسلام ما هو إلا كفر بواح وعين الردة الموجبة لغضب الله وسخطه المستحق صاحبها للعنة وإراقة دامه.
وكان هذا الرئيس يقول: إنه ليس في الإسلام نظام سياسي دولي فلما عارضه الشيخ جوهري عالم كنجوع جمبر في هذه المقالة المكابرة لواقع إمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإقامته سلطة إسلامية مؤسسة مؤمنيهم وكفارهم ثم إقامة خلفائه الأربعة ومن بعدهم قال مدافعا عن نفسه: مقصودي إنه ليس للإسلام نظام خاص في تولية الإمامة فقد تكون بطريق الشورى كخلافة أبي بكر وقد تكون بالعهد والاستخلاف كما في خلافة عمر رضي الله عنهما.
أقول: إن هذا الجواب جزئي خاص لا يطابق المجاب عنه الكلي العام أصلا.
ولما كان المسلمون في العالم كله يغضبون ويتأثرون لظهور أشعار شيطانية (The Satanic Verses) لسلمان رشدي الملحد ويعادونه ويمنعونه انتشار تأليفه عارض هذا المنع مؤذيا للمسلمين وراضيا باستهزاء سلمان الشقي برسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك لما أحلت مجلة مونيتور (Monitor) التابعة لشركة كومفاس (Group Kompas) نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في الرقم الحادي عشر من كبراء العالم, وطالب المسلمون الحكومة بإقامة العقوبة عليها وعلى مديرها دافع هذا المداهن عنها وعن مديرها دفاعا شديدا.
وفي فبرواري سنة 1998م, أناب الرئيس تلميذه الخاص الوفي الدكتور سعيد عقيل في إلقاء الخطبة تحت صورة الصليب في داخل كنيسة ألغون (Algon) بسورابايا متبعا طريقة شيخه في ترسيخ توحيد الأديان وتزاملها والتسامح العجيب وتبادل الاحترام بين أهلها فوق ما لدى المسلمين بعضهم مع بعض فإنا لله وإنا إليه راجعون وكان يخطب على منبر مسجد أمفيل سورابايا في حفلة حولية لسونان أمفيل ويقول: إن أكبر أولياء الله في هذا العصر هو الإمام الخميني (الرافضي الباطني الثائر الإيراني), وقال: إن النهضيين لهم حرية اعتناق مذهب التشيع, وقال أخيرا: إن منعت الحكومة حركة الشيعة فنحن مستعدون للمظاهرة.
وهكذا هو كان يدافع عن الشيعة ونكاح غير مسلم بمسلمة وعن ديانة الصين الكونفوشية (Konghucu) وعن تيو شافيك الذي استهزأ بالقرآن وأمته وعن امرأة باشرت العبادة الهندوكية في معابدها واشترك سنة 1996م, وقيل 1994م, وهو الأرجح في تأسيس جامعة شيمون فيريز اليهودي رئيس الوزراء لسلطة إسرائيل سابقا وزار معه قبر الرئيس السابق لتلك السلطة اللا شرعية الغاصبة الظالمة اسحق رابين وأشعل الشمعة في تل أبيب (Tel Aviv) وكذلك قد زار كنيسة فاتيكان وأشعل الشمع فيها وقال مرارا لا بد لإندونيسيا أن تتعلم الإلتزام بالديموقراطية والوطنية من دولة إسرائيل وطلب مرارا فتح العلاقة الديبلومسية بينهما إلى آخر أفكاره وأفاعيله التي لا تعد ولا تحصى المؤذية للمؤمنين المعادية للسياسة الإسلامية والشريعة المحمدية ومن دلائل ارتباطه الوثيق وتعلقه الوطيد بالصهيونية واليهودية أنه قال في الخطبة الأولى عقب رئاسته: إننا سندخل ألوفا من سني التمدن. فإن الله قال عن اليهود: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر. والله بصير بما يعملون)[البقرة: 96].ولما نصب وزراءه وفوض تنصيبه إلى وكيله ألقى الخطبة ولم ينطق بكلمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومن أوصاف اليهود أنهم يودون حذف هذه الشعيرة الإسلامية كما قال تعالى: ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق . [البقرة: 109]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين. رواه ابن ماجه وأحمد. ومن دلائل تلك العلاقة اليهودية أنه أراد فتح العلاقة التجارية بين الدولتين ثم زاد وزير الخارجية: والعلاقة الثقافية. وهما بلا شك مرحلة مسهلة إلى الديبلومسية وهما في نفس الأمر تعامل مع أهل الغدر والمكر والغصب.
وكان يؤنس حزبا توميا غير إسلامي ويقول أثناء دعايته إلى هذا الحزب في مدينة جفارا: إنه مستعد للإتصال بالشيوعيين. أعاذنا الله من شرورهم. آمين. وكان هذا الرئيس قبل رئاسته على الدولة يقول إن اليهود والنصارى وفي محل آخر زاد والهندوكيين والبوذيين ليسوا بكفار فهم معترفون بإله ورب (؟.) وشن على من يعمل بقوله تعالى: والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح: 29), ووصفه بالجهل بحقيقة الإسلام وحمل كلمة الكفار على المشركين الذين يعبدون الأصنام. قلت: هذا إنكار وعناد للآيات القرآنية المصرحة بكفرهم جميعا التي منها قوله تعالى: إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية (البينة: 6), ومنها قوله تعالى: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون (المائدة : 78-80),ومنها قوله تعالى: لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة (المائدة: 73), ومنها قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة (الحج:17), وأما قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (البقرة: 62), فجاء في تفسير الجلالين ما نصه: من آمن منهم بالله واليوم الآخر في زمان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعمل صالحا بشريعته.إهـ.
وقد نص العلماء على كفر من شك في تكفير اليهود والنصارى. انظر (إرشاد العباد: صـ: 5), طبعة الهداية,
وأقول: أليس الهندوكيون والبوذيون مشركين و أليس النصارى اليوم قد أشركوا لعبادتهم لتماثيل عيسى عليه السلام أو وأمه أو وصليبه وقد كفروا لقولهم إن الله ثالث ثلاثة و أليس اليهود قد كفروا بقولهم إن الله فقير ونحن أغنياء وبقولهم إن عزير بن الله وبقتلهم النبيين والذين يأمرون الناس بالقسط وبمحاولتهم قتل عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وبتحريفهم ما أنزل الله في التوراة (العهد القديم) من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ومن أحكام الرجم على الزانيين المحصنين وغيرهما. قال تعالى: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما (النساء: 160-161), والقرى، طافح بأوصاف اليهود والنصارى وخبائث نعوتهم فضلا عن عابدي الأوثان والأصنام الذين منهم ماهاتما كاندي (Mahatma Ghandhi) الذي قال فيه الرئيس في جزيرة بالي آنفا: أنا مسلم متبع لمذهبه. وقال: إن الوزارة الدينية كانت سوقا لبيع العقائد ومحلات العبادات فنريد أن تكون في عهدنا مأمنا وحماية لجميع الأديان (ومعلوم أنه كان سابقا برفض تسجيل الأنكحة في مكاتب الشؤون الدينية)وقال أيضا: وإن الأديان كل واحد منها لا يطلق عليه أنه الدين الحق ولا ينبغي ولا يجوز القتال لأجل الاختلاف فيها. أقول: إن هذا القول الصادر منه إنكار وجحد لآيات: إن الدين عند الله الإسلام (آل عمران: 19), و ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة: 3), و ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران: 85), ولآيات الجهاد في سبيل الله المذكورة في القرآن الكريم الكثيرة التي منها قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يؤتوا الجزية عن يد وهم صاغرون (التوبة: 29), نعم, إن الآيات التي تبيح القتال وجهاد الكفار أو تأمر به في أول الأمر أي في أول العهد المدني تشعر بأن علة الجهاد هي الدفاع عن العقيدة أو نفوس وأموال المؤمنين ولكن الله تعالى في أواخر العهد المدني أمر المسلمين أمرا مناسبا لقوة دولتهم بالقتال عاما مطلقا سواء قاتلهم الكفار أم لا كتلك الآية وآية: يا أيها الدين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين (التوبة: 123), وقد ذكر الفقهاء هذه المسئلة أعني ترتيب المراحل في حكم الجهاد في كتبهم رحمهم الله فلتراجعها إن شئت (انظر فتح الوهاب جـ: 2/صـ: 170 طبعة طه فوترا).
ومن العجائب والغرائب أن الأحزاب الإسلامية اغترت وانخدعت بحزب الأمانة الوطني ورئيسه فرشحت للرئاسة الرجل الذي كان يستهزئ بها ويعادي إسلاميتها وكان سببا في نقصان أصواتها ويقول كلها فضلات نجسة فلا حول ولا قوة إلا بالله مع أن الرجل إلى الآن يبتدع أكبر كبائر البدع بعقد مجالس الدعاء الجماعي الذي يقرأه كل من رجال الأديان الخمسة ويؤمن الآخرون.
فأوصي نفسي وجميع المؤمنين بتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه وقراءة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم أحكامهما بواسطة كتب العلماء وبياناتهم والالتزام بتقوى الله في السر والعلن وعدم الاغترار بأفكار العلمانيين أعداء الشريعة الإسلامية وبمقاطعة أهل البدع والربا والمكس وأمثالهم وأن يسمعوا ويطيعوا أولياء أمورهم في الأوامر الموافقة للشريعة والسنة النبوية وينكروا ويتركوا ما يخالفهما. والله يوفقنا وإياهم لما يحبه ويرضاه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولأنصار الشريعة المؤمنين بها المؤيدين لها
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين.
كتبه ببنانه مستعدا للقاء ربه وللشهادة في سبيله
ليلة الأحد 21 - رجب - 1420هـ.
محمد نجيح بن ميمون الساراني
النصيحة بتأييد الشريعة
Selasa, 02 November 2010
Langganan:
Posting Komentar (Atom)
0 komentar:
Posting Komentar